استقالة جورج قرداحي.. حزب الله يركع أمام دول الخليج

الجمعة 03/ديسمبر/2021 - 02:16 م
طباعة أميرة الشريف
 
بعد أن أثارت تصريحاته بشأن اليمن أسوأ أزمة دبلوماسية بين لبنان ودول الخليج، استقال وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، وفي مؤتمر صحفي، عقده بمقر وزارة الإعلام في بيروت، قال قرداحي إنه وضع المصلحة الوطنية فوق المصلحة الشخصية، واستقال لتجنب إلحاق الضرر باللبنانيين العاملين في الخليج.
وفي وقت سابق من اليوم قال قرداحي لوكالة فرانس برس: "سأستقيل بعد ظهر اليوم (...) لا أريد التشبث بهذا المنصب، إذا كان يمكنني أن أكون مفيدا، أريد أن أعطي فرصة للبنان".
وطُرحت استقالة قرداحي منذ أسابيع، ومن المتوقع أن تساعد في حل أزمة سياسية ودبلوماسية أصابت الحكومة اللبنانية بالشلل منذ أكتوبر. 
وتعود الأزمة إلى انتقادات أدلى بها قرداحي، المدعوم من حزب الله، قبل توليه منصبه، للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، ووصفها بأنها عدوان خارجي ودافع عن جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران.
وأسفرت تصريحات وزير الإعلام اللبناني عن أسوأ أزمة دبلوماسية منذ سنوات بين لبنان والسعودية التي سحبت سفيرها وطردت المبعوث اللبناني وحظرت الواردات من لبنان.
ولا تزال تداعيات إعلان قرداحي الاستقالة، تتوالى، الأمر الذي قد يمهد الطريق لحل محتمل لأسوأ أزمة دبلوماسية بين لبنان ودول الخليج والذي أثارته تصريحات الوزير. 
وقد اتخذت الكويت والبحرين خطوات مماثلة، بينما سحبت الإمارات جميع دبلوماسييها من بيروت.
 وتعليقا على ذلك قال قرداحي، في مؤتمر إعلان استقالته: "لبنان لا يستحق هذه المعاملة".
وتتزامن الاستقالة مع زيارة خليجية يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قاد الجهود الدولية لمساعدة لبنان على الخروج من أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها على الإطلاق. 
بدأ ماكرون جولته التي تستغرق يومين من الإمارات على أن يزور بعدها قطر التي زارها ميشال عون مؤخرا والسعودية.
وفي المؤتمر الصحفي، علق الوزير المستقيل على هذه النقطة، قائلا: "يبدو أن فرنسا تريد أن أستقيل قبل زيارة الرئيس ماكرون للسعودية.
وأوضح قرداحي لوكالة فرانس برس إنه يأمل في أن تساعد استقالته إلى جانب زيارة ماكرون للخليج في كسر الجمود السياسي.
وتري السعودية بأن هذه تصريحات قرداحي السابقة افتراءات وقلبٍ للحقائق وتزييفها، ويري مراقبون أن حزب الله يسعي لخلق أزمة دبلوماسية بين الرياض وبيروت ضمن عدة سياقات منها  الأحداث الأمنية الأخيرة التي عرفت بأحداث الطيونة ومأزق التحقيق في مرفأ بيروت بالإضافة إلى السياق الخارجي المتعلق بعلاقات حزب الله بإيران والمساعي العربية والخليجية لتحرير لبنان من سيطرة طهران.
وتأتي الأزمة الدبلوماسية فيما تعمل الحكومة اللبنانية على إعادة ترتيب علاقاتها السياسية مع دول الخليج، خصوصا السعودية، وتعوّل على دعمها المالي في المرحلة المقبلة للمساهمة في إخراج البلاد من أسوأ أزماتها الاقتصادية.
وينتمي قرداحي إلى كتلة سياسية متحالفة مع حزب الله اللبناني الموالي لإيران والتي تدعم بدورها الحوثيين في اليمن.
وينخرط حزب الله بشكل كبير في الحرب السورية إلى جانب الحكومة السورية التي يدعمها قرداحي بشكل صريح.
ورفض حزب الله مرارا وتكرارا الدعوات الرامية إلى إقالة قرداحي أو دفعه إلى الاستقالة، معتبرا إياها "دعوات اعتداء سافر على لبنان وكرامته وسيادته، وأوقفت السعودية الواردات اللبنانية إليها. ولا تنظر الرياض بعين الرضا إلى تنامي نفوذ حزب الله في لبنان.
واشتهر قرداحي كمقدم برامج على رأسها "من سيربح المليون" الذي استمر عرضه مدة عشر سنوات حظي خلالها الإعلامي اللبناني بشعبية عربية واسعة.
وولد قرداحي في قضاء كسروان بـجبل لبنان عام 1950، ودرس السياسة والقانون، فضلا عن معرفته عدة لغات.
وبعد تخرجه من الجامعة اللبنانية عام 1973، عمل قرداحي مذيعا بالتليفزيون اللبناني، قبل أن يجد طريقه إلى محطات عالمية في باريس ولندن.
لكن المحطة الأكثر نجاحا في مسيرة قرداحي الإعلامية، كانت قناة إم بي سي السعودية التي قدم من خلالها عام 2000 برنامجه الأشهر "من سيربح المليون".
وفي عام 2011، اضطر قرداحي إلى مغادرة القناة السعودية بسبب تصريحاته الداعمة للرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة ما سماه "نشر الفوضى في العالم العربي".
ليعود بعدها قرداحي إلى القنوات اللبنانية. إلى أن تم ترشيحه وزيرا للإعلام في حكومة ميقاتي في سبتمبر/أيلول الماضي.
وعيّنت منظمة الأمم المتحدة للبيئة قرداحي سفيرا للنوايا الحسنة، كما حاز على عدد من الجوائز بينها وسام الأرز اللبناني.

شارك