صراع "السنوار- مشعل".. حرب النفوذ تشتعل داخل حماس؟

الثلاثاء 14/ديسمبر/2021 - 03:07 م
طباعة علي رجب
 
صراع دائر بين قادة حماس، مع تصعيد قائد الحركة في قطاع غزة يحي السنوار، عددا من انصاره في مجلس شوري الحركة، والمحسوبين على الجناح العسكري، وسط رفض من قبل رئيس مكتب حماس في الخارج خالد مشعل، والذي اعتبره ان هذا يشكل تسلط السنوار على قرار الحركة وانفراده بها بما يهدد نفوذ ومصالح القادة الأخرين.
وذكرت تقارير ومصادر إعلامية فلسطينية أن يحي السنوار نجح في فرض سطوته على مجلس شورى الحركة بعد دخال عناصر إلى المجلس محسوبين على الجناح العسكري للحركة ومن انصار السنوار، وهو ما يعكس الاخلال بمعادل النفوذ والسلطة من قبل أجنحة الحركة وتنامي جناح السنوار على حساب اجنحة اخرى كجناح خالد مشعل.
وتجري حماس كل أربع سنوات انتخابات داخلية سرية لاختيار ثلاثة مكاتب سياسية في قطاع غزة والضفة الغربية والخارج، تمهيدا لانتخاب رئيس المكتب السياسي العام والذي يعتبر الرئيس العام للحركة.
وبشكل عام ظهر الجدل حول تنافس السنوار ومشعل، على السيطرة على قرار الحركة في ظل ما محفظة الحركة المالية التي قدرتها مجلة "فوربس" الامريكية بأكثر من 700 مليون دولار امريكي، هذه الثروة السنوية وضعت الحركة التي تمارس القمع ضد أبناء قطاع غزة في المرتبة الثالثة بقائمة أكثر الحركات الإرهابية ثراء في العالم.
وخلال السنوات الماضية زداد أهمية السنوار في ظل ارتباطه بالجهاز الأمني والعسكري الذي يعد أحد مؤسسيه، وعلاقته الخاصة بالقائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف، الرجل الأكثر أهمية في تطورات الأحداث التي وقعت منذ أبريل الماضي.
ويضيف الوجود في الداخل الكثير للمسئول عن القطاع مقارنة بالقيادات في الخارج، وهو المنصب الذي رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية حتى 2017، بما يعزز الدور الذي يلعبه السنوار في المشهد في الحاضر والمستقبل على صعيد الحركة وقطاع غزة مما يشكل تهديدا لنفوذ قائد الحركة وعلى رأسهم خالد مشعل.
صعود السنوار والسيطرة على مجلس شورى الحركة، تهدد نفوذ خالد مشعل، مشعل الذي يعتبره الكثيرون الرجل الأول في التنظيم لم يعد صاحب القرار الوحيد في الحركة كما كان الحال في السنوات الماضية، فالسنوات الماضية أصبح السنوار ينظر إليه بأنه الزعيم الجديد في الحركة، ويمتلك كاريزما لا يمكن تجاهله وأصبح يسيطر على مراكز القوى داخل 'حماس'.
ويرى المراقبون أن السنوار بات يشكل مركز قوة في الحركة يضاهي وينافس قوة القيادة السياسية للحركة في الخارج والتي تعزز وجودها ونفوذها بعد اغتيال مؤسس 'حماس' الشيخ أحمد ياسين.
وأوضح المراقبون أن يحي السنوار يمتلك تأثيرا كبيرا داخل حماس ، لكنه لا يقود تغييرًا كاملاً في سياستها، وهو مؤثر وساهم في اتخاذ الحركة قراراتها منذ توقيع المصالحة.
ولفت المراقبون أن جناح حماس يواصل استهداف "السنوار" عبر اتهامه بأنه أضر بوضع الحركة وأدخلها في دائرة من الأزمات بما في ذلك المالية منها، كما تحفظ بعض القيادات داخل الحركة في قطاع غزة على استمرارية يحيى السنوار، وعلى آليات الاختيار والانتخاب الشكلي، وبعضها سجل اعتراضاته في بعض مواقع التواصل، وهو أمر غير مسبوق. إضافة إلى الانتظار لتشكيل قوة سياسية داخل المكتب بالقطاع، يكشف عن قوة الصراع بين "السنوار" و"مشعل" في السيطرة على قرار الحركة.
ورجح المراقبون أن تدخل حركة "حماس" مرحلة صراع بين قادتها، وإن كان التيار العسكري سيكون له الغلبة عكس ما يتردد إعلامياً، وهو أمر طبيعي بما في ذلك الخلافات بين المستويين السياسي والعسكري مع التأكيد أن الأخير سيكون له الحسم ودوره سيكون كبيراً ومتنامياً في الفترة المقبلة، على الرغم من إنكار ذلك على مستوى الداخل وقيادات المكتب السياسي.
وقال المحلل السياسي في غزة ، عدنان أبو عامر ، إن "انتصار السنوار يظهر أن الرجل يحتفظ بقبضة قوية على الأمور داخل الحركة ، لا سيما داخل مكوناتها الحيوية مثل الجناح العسكري".
وأضاف المحلل السياسي، أن السنوار ستمكن من متابعة سياساته سواء داخل غزة أو مع دول المنطقة والتعامل مع الصراع مع إسرائيل.

شارك