احداث مخيم البرج الشمالي.. حماس بين المسؤولية الوطنية ومصالح الحركة

الأربعاء 15/ديسمبر/2021 - 03:12 م
طباعة علي رجب
 


كشفت الأحداث مخيم البرج الشمالي، في مدينة صور، جنوبي لبنان،  الذي شهد انفجار لمخزن أسلحة تابع لحركة حماس، ومقتل 3 أشخاص في إطلاق نار خلال تشييع جثمان أحد أعضائها في مخيم البرج الشمالي، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه، تجاوز الحركة للمسؤولية الوطنية والعمل لصالح مصالح التنظيم، دون أي اعتبارات وطنية للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.

عبث حماس

والجمعة الماضية أعلنت وسائل إعلام لبنانية، وقوع انفجار داخل "مستودع ذخيرة"، يتبع لحركة حماس الفلسطينية في مخيم البرج الشمالي، الخاص باللاجئين الفلسطينيين.

الوكالة الوطنية للإعلام (الوكالة اللبنانية الرسمية) قد أفادت مساء الجمعة، أن الانفجار وقع في مستودع أسلحة تابع لحماس، مضيفة أن قاضياً أمر قوات الأمن بإجراء تحقيق.

كذلك أكد مصدر عسكري أن الانفجار وقع في مستودع للذخيرة والأسلحة تابع لحماس. وأضاف أن الحريق شب "في مستودع ذخيرة وأسلحة ومواد غذائية تابع للحركة".

وسارعت حماس إلى نفى ان يكون الانفجار في مخزن أسلحة، لافتة إلى انه كان في مستودع يوجد به أسطوانات أكسجين، ومواد مطهرة، ومنظفات لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، لكن مقتل العنصر حمزة شاهين من حركة حماس، وتشييع الحركة بحضور ممثلين عن حركة "أمل" و"حزب الله" ،و اطلاق نار خلال تشييع جنازته مما ادى إلى  سقوط 3 أشخاص من الحركة يهدد رواية حماس عن الانفجار.

ونعت حماس ثلاثة "من أبنائها في لبنان"، وهم: "محمد وليد طه (30 عاماً) من مخيم عين الحلوة، حسين محمد الأحمد (22 عاماً) من مخيم المية ومية، وعمر محمد السهلي (21 عاماً) من مخيم المية ومية".

رغم مخاطر التفجير على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتهديد وجودهم، لم تكف حماس بذلك بل سعت إلى عملية صراع مسلح مع حركة فتح في مخيم البرج الشمالي بمدينة صور عقب مقتل 3 من عناصرها في اطلاق نار لمجهولين.

اشعال الصراع

وسارعت حركة حماس، في اتهام السلطة الفسلطينية بقتل 3 من عناصرها، في الحادث الذي وقع خلال تشييع جثمان أحد أعضائها في مخيم البرج الشمالي.

هذه الاتهامات التي نفتها حركة فتح كانت من الممكن اشعال صراع مسلح بين الفصائل الفلسطينية، استنكر مسؤول مخيّمات صور في فتح توفيق عبدالله "زجّ اسم فتح واتهامها جزافاً ونفى أن يكون لها أيّ علاقة بالحادث".

 اتهامات حماس، تكشف عدم تحمل الحركة ذات الحسابات والمصالح الخاصة، للمسؤولية الوطنية تجاه الشعب الفلسطيني في المخيمات.


حماس تستهدف التوتر

ويقول القيادي في حركة فتح، والمحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب في تصريحات خاصة، إن " ما حدث في لبنان هو شرارة لاشتباكات داخلية قد يدفع ثمنها الفلسطينيين قاطبة في لبنان ، ورغم أن الفلسطينيين أصبحوا جزء من فسيفساء لبنان الا أن تدهور الاوضاع بين الفصائل الفلسطينية قد يعيد مرة أخرى فكرة سحب السلاح من الفلسطينيين في لبنان بشكل نهائي".

 وأضاف "الرقب":" قبل أن تبدأ هذه الاشتباكات العلاقات كانت شبه طيبة والقوة المشتركة المتواجدة في المخيمات يشارك بها جميع الفصائل الفلسطينية،  ولكن التفجير الذي وقع اسفل مسجد في مخيم البرج الشمالي و سقوط ضحايا في هذا التفجير فتح بوابة تسليح حماس في لبنان والمخيمات الفلسطينية و جعل التساؤل مشروع لماذا ولمن تُعد حماس هذه المتفجرات وتخزن هذا السلاح؟".

وتابع  السياسي الفلسطيني، قائلا إن :"حركة فتح رأت أنها تخرج تدريجيا من مشهد حضورها القوي في لبنان ودخول حماس بقوة في المشهد و تخشى أن الصمت سيدفع لسيطرة حماس بشكل كامل وأن تصرفات حماس ستجعل كل القوى الفلسطينية تدفع الثمن ".

ولفت القيادي في حركة فتح  إلى أنه" حتى هذه اللحظة لا يوجد وساطة قوية لمنع وقوع مزيدا من الاشتباكات بين حماس وفتح في الوقت الحالي خاصة ان حماس انسحبت من القوة المشتركة وأتوقع أن الحدث سيؤسس لعلاقة من التوتر لن تعود كالسابق خاصة ان حركة فتح تخشي تغول حركة حماس على المشهد الفلسطيني في لبنان".


شارك