"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الأحد 26/ديسمبر/2021 - 11:16 ص
طباعة إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 26 ديسمبر 2021.

الخليج: الجيش اليمني يحبط هجمات الميليشيات الانقلابية جنوبي مأرب

كسرت قوات الجيش اليمني، فجر أمس السبت، هجوماً عنيفاً لميليشيات الحوثي في جبهات القتال جنوبي مأرب؛ وذلك بعد معارك استمرت لساعات استخدمت فيها الميليشيات عدة مجموعات بشرية وتغطية مدفعية كبيرة، ومختلف أنواع الأسلحة، وأفادت مصادر بسقوط 3 قتلى و3 جرحى من المدنيين إثر قصف حوثي جنوبي مأرب.

وأفاد مصدر قبلي ل«الخليج» بأن مواجهات شرسة دارت بين قوات الجيش الوطني والمقاومة من جهة وميليشيات الحوثي الانقلابية من جهة أخرى، استمرت أكثر من 10 ساعات، بدأت بعد منتصف الليل وحتى ظهير أمس السبت. وأوضح: إن قوات الجيش والمقاومة تمكنت من كسر هجوم عنيف شنته ميليشيات الحوثي بعشرات الأنساق على امتداد الجبهة الجنوبية للمحافظة، من الأعيرف ولضاة وصولاً إلى اللجمة والبلق الشرقي. وأسفرت المواجهات عن مصرع المئات من عناصر ميليشيات الحوثي، فيما سجلت خسائر محدودة وسط قوات الشرعية.

على صعيد متصل، لقي قائد الهجوم الحوثي على جبهة البلق أبو مالك العياني، مصرعه، مساء أمس الأول الجمعة، إلى جانب العشرات من مسلحي الحوثي، خلال أعنف هجوم على جبهة البلق والعروق الرملية، بأكثر من 10 أنساق وعشرات الأطقم والمدرعات، إضافة إلى هجمات مكثفة بالصواريخ وقذائف الهاون.

وتستميت ميليشيات الحوثي، منذ أشهر، في السيطرة على جبال البلق المطلة على مدينة مأرب، في وقت تصمد قوات الشرعية في الدفاع عن المدينة بإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية في اليمن.


الإمارات تندد باستهداف الحوثيين لجازان

أعربت دولة الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين لجريمة استهداف ميليشيات الحوثي الإرهابية محافظة صامطة في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية بمقذوف أسفر عن وقوع قتيلين وعدد من الجرحى المدنيين. وعبّرت دولة الإمارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي عن خالص تعازيها ومواساتها في ضحايا هذا العمل الجبان، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين. واعتبرت الوزارة هذا الاستهداف الذي طال محافظة صامطة وأسفر عن ضحايا في الأرواح وتسبب في عدد من الإصابات تصعيداً خطيراً وعملاً جباناً يستدعي اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الأعيان المدنية والمدنيين من تهديدات الحوثيين.

وجددت الوزارة تضامن دولة الإمارات الكامل مع المملكة إزاء هذه الهجمات الإرهابية، والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطول أمنها واستقرارها، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها. وأكد البيان أنّ أمن الإمارات العربية المتحدة وأمن المملكة العربية السعودية كلٌّ لا يتجزأ، وأن أي تهديد أو خطر يواجه المملكة تعتبره الدولة تهديداً لمنظومة الأمن والاستقرار فيها.

وأعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، وفاة مواطن سعودي ومقيم يمني جراء سقوط مقذوف أطلقته الميليشيات الحوثية على جازان اليوم الجمعة، فيما أوضح المتحدث باسم المديرية العامة للدفاع المدني المقدم محمد الحمادي، إصابة 7 مدنيين. وقال التحالف إنه يعد لعملية عسكرية «واسعة النطاق» في إطار القانون الدولي والإنساني، موضحاً أنه سيتعامل بحزم لحماية المدنيين من مواطنين ومقيمين على أراضي المملكة.

وفي وقت سابق، دمر التحالف العربي كهفين لتخزين الصواريخ الباليستية والأسلحة بمحافظة صعدة، مشيراً إلى أن العملية العسكرية جاءت استجابة فورية للتهديد ومحاولات استهداف المدنيين بجازان ونجران بالسعودية. وأضاف، أن العملية أسفرت عن تدمير كهفين جبليين لتخزين الصواريخ الباليستية والأسلحة بمحافظة صعدة، و4 مخازن للصواريخ الباليستية والمسيّرات بمديرية المحويت.

دان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف، بأشد العبارات الهجوم الإرهابي «الجبان» الذي تعرضت له محافظة صامطة بمنطقة جازان وجدد تضامن دول المجلس مع المملكة ضد كل ما يستهدف امنها واستقرارها وسلامة أراضيها. وأكد الحجرف أن استمرار الميليشيات الحوثية الإرهابية في ممارساتها اللاأخلاقية بمحاولة استهداف المدنيين والأعيان المدنية، وكذلك في استهداف الأحياء المدنية يرقى إلى جريمة حرب.

كما دانت السفارة الأمريكية في الرياض، بشدة، الاعتداء الحوثي على مدينة جازان. وقالت في تغريدة عبر تويتر، إن هجمات الحوثيين تديم أمد الصراع وتطيل معاناة الشعب اليمني، وتعرض الشعب السعودي وأكثر من 70 ألف أمريكي يقيمون في المملكة للخطر. وطالبت بوقف هجماتهم المتهورة على السعودية والانخراط في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع في اليمن. كما دان سفير الاتحاد الأوروبي لدى السعودية الاعتداء الحوثي عبر الحدود ووصف السفير الفرنسي في الرياض الاعتداء بالهجوم «الهمجي».


البيان: اليمن.. جهود أممية لإحياء اتفاق استكهولم

وسط تأكيد يمني بأنّ التساهل مع ميليشيا الحوثي أدى لإفشال تنفيذ اتفاق استكهولم بشأن وقف إطلاق النار في الحديدة، وفتح المنافذ إلى مدينة تعز وإطلاق سراح الأسرى، أعادت الأمم المتحدة مجدداً محاولات إحياء الاتفاق بتعيينها اللواء الأيرلندي المتقاعد، مايكل بيري، رئيساً لبعثتها لدعم اتفاق الحديدة خلفاً للجنرال الهندي المتقاعد، أباهيجيت جوها.

ويرى اليمنيون، أنّ البعثة فشلت بتحقيق أي تقدم على الأرض منذ تشكيلها أواخر 2018، وأوقفت القوات الحكومية تحت ضغوط دولية كبيرة، تقدمها إلى ميناء الحديدة، بعد وصولها مسافة لا تزيد على أربعة كيلو مترات، وأبرمت مع الميليشيا في استكهولم اتفاق وقف إطلاق النار والذي ينص على انسحاب قوات الطرفين خارج مدينة وميناء الحديدة الذي كانت تمر عبره 70 في المئة من واردات البلاد، وتولي السلطة المحلية والشرطة مهمة تأمين المدينة والميناء بإشراف أممي، وإطلاق سراح جميع الأسرى وإنهاء حصار الميليشيا لمدينة تعز وفتح المعابر، إلّا أنّ الحوثيين لم ينفذوا طوال ثلاث سنوات أياً من بنود الاتفاق، فيما التزمت القوات الحكومية بإخلاء مواقعها داخل مدينة الحديدة وعادت للتمركز على مسافة بعيدة في جنوب المدينة.

ومع تشكيل بعثة أممية لمراقبة تنفيذ الاتفاق والإشراف على تثبيت وقف إطلاق النار، لم تحقّق البعثة أي اختراق أو نجاح لدعم تنفيذ الاتفاق، لاسيما تثبيت وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة، وإعادة نشر القوات في المدينة وموانئها الثلاثة - الحديدة، الصليف، رأس عيسى، ما أدى إلى استقالة أول رئيس للبعثة، الجنرال باتريك كاميرت، ثم عين بدلاً عنه الجنرال الدنماركي، مايكل لوليسغارد، ومن بعده الهندي، أباهجيت جوها، ولم يتمكنوا من تحقيق أي تقدّم.

مسيرة مهنية

ووفق موقع الأمم المتحدة، فإن الرئيس الجديد للبعثة، اللواء بيري، يتمتع بمسيرة مهنية طويلة منذ انضمامه للجيش الأيرلندي كضابط في سلاح المشاة في العام 1975، فضلاً عن عمله من 2016 إلى 2018 رئيساً للبعثة وقائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، وخدمته 10 سنوات في عمليات الانتشار في الخارج، بما في ذلك في أفغانستان والبوسنة والهرسك والعراق ولبنان والصومال وأوغندا. ومن 2011 إلى العام 2013، تولى بيري قيادة بعثة الاتحاد الأوروبي للتدريب العسكري في الصومال.

وفي عام 2004 كان قائداً لفريق الاتصال مع القوة الدولية للمساعدة الأمنية في أفغانستان. كما شغل سابقاً منصب مدير التدريب لقوات الدفاع الأيرلندية وقائد الكلية العسكرية. ومنذ تقاعده من الجيش الأيرلندي في 2018، ألقى الجنرال بيري محاضرات في جامعات أيرلندية، وألف منشورات عن حفظ السلام الدولي. كما قاد مجالس تحقيق الأمم المتحدة في أفريقيا.

الشرق الأوسط: الميليشيات ترد على خسائرها بجريمة جديدة ضد سكان مأرب

ردت الميليشيات الحوثية أمس (السبت) على خسائرها المتواصلة في جبهات محافظة مأرب اليمنية، بارتكاب مجزرة جديدة في أوساط المدنيين، خلَّفت 11 قتيلاً وجريحاً على الأقل، بينهم أطفال، وفق ما أفادت به المصادر الرسمية.

وبينما يواصل الجيش اليمني والمقاومة الشعبية المعارك ضد الميليشيات، في جبهات مأرب والجوف، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن (السبت) تنفيذ عشرات الاستهدافات الجوية المساندة، مؤكداً تدمير آليات عسكرية ومقتل عشرات العناصر الحوثية.

وأوضح التحالف في تغريد بثته «واس»، أنه نفذ 40 عملية استهداف ضد الميليشيا في مأرب والجوف خلال 24 ساعة؛ مؤكداً أن الاستهدافات دمرت 17 آلية عسكرية، وكبَّدت الميليشيات الحوثية خسائر بشرية تجاوزت 223 عنصراً إرهابياً.

إلى جانب ذلك، أفاد التحالف بأنه نفذ عمليتي استهداف بالساحل الغربي لدعم قوات الساحل وحماية المدنيين؛ حيث تواصل القوات هناك تقدمها؛ لا سيما في مديرية مقبنة شمالي جنوب تعز.

هذه التطورات جاءت بعد ساعات من استهداف الميليشيات لمحافظة صامطة في جنوب السعودية، بمقذوف أدى إلى مقتل سعودي ويمني وإصابة آخرين، وهو الأمر الذي لقي تنديداً واسعاً.

وفي معرض تعليق السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، على العملية الإرهابية، قال في تغريدة على «تويتر»، إن «الميليشيا الحوثية قتلت يمنياً وسعودياً في جازان بسلاح إيراني من الأراضي اليمنية، وهو عمل إرهابي إجرامي، في استمرار لسفك الحوثيين للدماء اليمنية والمدنية في كل مكان، ورفضهم لكل دعوات وقف إطلاق النار وجهود السلام».

وأضاف آل جابر: «يعمل في المملكة قرابة مليونَي يمني، ويعيشون بأمن وأمان أسوة بإخوتهم المواطنين والمقيمين، ويحوِّلون أكثر من 4 مليارات دولار سنوياً، ليستفيد منها أهلهم وأقاربهم في اليمن الذين يصل عددهم لقرابة 15 مليون شخص، كما يعزز ذلك الاقتصاد اليمني، وينعكس إيجابياً على حياة كل الشعب اليمني».

وفي سياق الهجوم الحوثي الذي استهدف منطقة مدنية أمس (السبت) في مأرب، ذكرت السلطات المحلية أن 3 مدنيين قتلوا، وأصيب 8، بينهم طفلان، في القصف الصاروخي على سوق شعبية جنوبي مدينة مأرب.

ونقلت المصادر الرسمية عن مدير مكتب حقوق الإنسان بمأرب، عبد ربه جديع، قوله: «إن ميليشيا الحوثي الإرهابية قصفت مجمع آل جابر، وسط سوق شعبية جنوبي مدينة مأرب، بصاروخ باليستي أسفر عنه سقوط 3 شهداء، بينهم الطفل عبده حسن عضمان (14 عاماً)، وإصابة 8 آخرين، بينهم الطفل حسين قاسم حسن ذو الثلاثة أعوام، وألحق أضراراً مادية بالمجمع ومحيطه».

ووصف المسؤول اليمني المحلي «استمرار قصف الميليشيا للأسواق الشعبية والأحياء السكنية ومخيمات وتجمعات النازحين في محافظة مأرب، وتعمدها استهداف المدنيين وقتل النساء والأطفال»، بأنه «يثبت للعالم سلوكها الإجرامي، ونهجها العدواني، وإصرارها على انتهاك كافة القوانين والمعاهدات الدولية التي تحمي المدنيين، وتجرِّم استهدافهم في الصراعات والحروب».

في السياق الميداني، أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني، بمقتل وإصابة العشرات من عناصر الميليشيات الحوثية، بنيران الجيش والمقاومة وغارات جوية لمقاتلات التحالف الداعم للشرعية، جنوبي مأرب وغربها.

وبحسب ما نقله الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر.نت): «شهدت مختلف جبهات القتال في الجبهة الجنوبية من مأرب معارك عنيفة، عقب هجمات فاشلة للميليشيا، تزامنت مع أخرى كسرها الجيش والمقاومة بجبهتي الكسارة، والمشجح، غربي المحافظة».

في السياق نفسه، قال الموقع العسكري، إن مقاتلات تحالف دعم الشرعية استهدفت مواقع وتعزيزات الميليشيا الحوثية على امتداد مسارح العمليات القتالية؛ حيث أسفرت المواجهات والضربات عن مصرع وإصابة العشرات من عناصر الميليشيا، علاوة على تدمير آليات وعربات قتالية.

انقلابيو اليمن يسوقون 80 {مهمشاً} في إب إلى جبهات القتال

لم تمض سوى أسابيع قليلة على قيام الميليشيات الحوثية بتجنيد مئات المهمشين من ذوي البشرة السوداء في محافظة إب الخاضعة تحت سيطرتها حتى عادت مجدداً لاستهداف أبناء تلك الفئة عبر الدفع بأعداد جديدة منهم قبل أيام نحو جبهات القتال في مأرب وتعز بالساحل الغربي.

وفي هذا السياق، أفادت مصادر مطلعة في إب لـ«الشرق الأوسط»، بأن الجماعة عمدت هذا الأسبوع إلى الزج بما يزيد على 80 مهمشاً ينتمون لمناطق عدة في إب نحو جبهات قتالية بالتزامن مع تنفيذ حملات تعبئة واستقطاب وتجنيد قسرية بحق أبناء تلك الشريحة المنتشرين في معظم قرى ومديريات محافظة إب ذات النسبة السكانية العالية.

ولفتت المصادر إلى أن الميليشيات عمدت في الـ20 من الشهر الجاري إلى حشد أعداد كبيرة من المهمشين من مختلف مناطق إب بمبرر إقامة وقفة احتجاجية لهم بمركز المحافظة تحت شعار التحشيد لجبهات القتال والاحتفال بالذكرى السنوية للقتلى.

وتمكنت الجماعة - بحسب المصادر - من التغرير بالعشرات من المهمشين أغلبهم من صغار سن وقامت بإرسالهم كتعزيزات بشرية إلى عدة جبهات قتالية.

وبحسب المصادر نفسها أجبر الانقلابيون المئات من أبناء تلك الفئة الأشد فقراً الذين شاركوا في الفعالية الحوثية على تقديم دعم مادي وعيني لغرض تجهيز قافلة غذائية دعماً للمقاتلين والجبهات الحوثية.

واعترف مسؤولو الجماعة بأنهم نجحوا في تجهيز قافلة غذائية متنوعة واستقطاب العشرات من المجندين لدعم الجبهات، داعين إلى الاستمرار في التحشيد تنفيذاً لتوجيهات زعيمهم عبد الملك الحوثي التي شدد فيها على استقطاب فئة المهمشين من ذوي البشرة السوداء الذين يطلق عليهم «أحفاد بلال».

وكانت الجماعة قد كثفت على مدى الأشهر والأعوام القليلة المنصرمة من حملاتها الاستهدافية بمحافظة إب (170 كلم جنوب صنعاء) لاستقطاب المهمشين من ذوي الأصول الأفريقية إلى جبهات القتال. وذكرت مصادر محلية في إب بوقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية في المحافظة زجت قبل أشهر بنحو 110 أشخاص من المهمشين في صفوفها للقتال، وأكدت أن قادة الميليشيات ويتصدرهم المدعو عبد الواحد صلاح المعين من قبل الجماعة محافظاً والمدعوان يحيى القاسمي، ويحيى اليوسفي وهما مشرفان في إب مع قيادات أخرى، نظموا حينها حفل توديع كبير للمجندين إلى جبهات القتال.

وفور الانتهاء من حفل التوديع وزعت الجماعة أعداد المجندين حينها على جبهات الضالع ومأرب والبيضاء والجوف وهي الجبهات التي تكبدت فيها الميليشيات خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة، كما وعد حينها المحافظ الحوثي بتخريج دفع جديدة من المقاتلين من فئة المهمشين تنفيذاً لأوامر وتوجيهات زعيم الجماعة الانقلابية.

ودعا القيادي الحوثي أسر المهمشين المنتشرة بعموم مدن وعزل وقرى إب إلى مواصلة تقديم القوافل البشرية لدعم الجبهات، وحض المسؤولين المحليين على مواصلة النزول الميداني لحشد المزيد من المقاتلين من بين صفوف هذه الفئة.

وكانت مصادر مطلعة في صنعاء قد كشفت هي الأخرى مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عن قيام الميليشيات خلال أسبوع واحد فقط بإرسال نحو 480 شخصاً من المهمشين إلى القتال في جبهات مأرب وتعز وغيرها بالتزامن مع تنفيذها بذات الوقت حملات استقطاب وتجنيد واسعة في أوساط المنتمين إلى هذه الفئة في كل من صنعاء العاصمة ومدينتي إب وذمار.

وتحدثت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، عن قيام مشرفين وقادة حوثيين باستقطاب أكثر من 200 مهمش جلهم من صغار السن في مناطق وأحياء متفرقة في العاصمة صنعاء، إلى جانب زجهم خلال ذات الفترة بنحو 160 مهمشاً من محافظة ذمار، و120 من إب إلى جبهات القتال.

اعتقالات حوثية لطلبة الإعلام في الحديدة بتهمة تأييد الشرعية

في واحد من أبشع الانتهاكات التي يمكن أن يتعرض لها العاملون في قطاع الإعلام أجبرت الميليشيات الحوثية في محافظة حجة عائلة على التبرؤ من ابنها الذي يعمل في مجال الإعلام بسبب مواقفه المناهضة للانقلاب وتأييده للشرعية ومعارضته للاستعلاء السلالي، كما قامت باعتقال مجاميع من طلبة قسم الإعلام في جامعة الحديدة والتحقيق معهم بحجة أن أحد الأساتذة يقود خلية منهم تناهض الانقلاب وتؤيد الشرعية.

ويقول الأستاذ الجامعي منصور القدسي إن الإعلامي الشاب حسن عيشان أحد طلابه المميزين من خريجي قسم الفنون الإذاعية والتلفزيونية بجامعة الحديدة يتعرض لحملة إرهاب قاسية من قبل الميليشيات بسبب مواقفه المناهضة لها حيث أجبرت الميليشيات أسرته بمحافظة حجة على التبرؤ منه.

وأضاف القدسي في بلاغ «لم تفعلها داعش ولا حتى أقبح العصابات الإجرامية في العالم»، ووصف ما حدث بأنه «إرهاب حوثي للإعلاميين ينم عن أن هذه الميليشيا المسلحة أضعف مما يتصور البعض، وتخاف من أن يكشف قلم إعلامي عورتها للمجتمع اليمني، وتلجأ لكل هذا الترهيب وكل هذا الجرم ضد الإعلاميين والصحافيين».

وأوضح الدكتور القدسي أن الميليشيات تقوم باعتقال طلبته والتحقيق معهم في قسم الإعلام بجامعة الحديدة بحجة أنه يقود خلية مناهضة للانقلاب، وعد ذلك «دليلاً إضافياً لمجموعة الأدلة على تورط الميليشيات بجريمة اغتيال الصحافية رشا الحرازي وطفلها الجنين وإصابة زوجها الصحافي محمود العتمي الذي لا يزال يتلقى العلاج نتيجة الإصابة البالغة التي تعرض لها عقب تفجير سيارته بعبوة ناسفة في عدن مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وفي بلاغه الذي وجهه القدسي إلى نقابة الصحافيين وكافة المنظمات الإعلامية والحقوقية طالب الأستاذ الجامعي من هم في الداخل والخارج بـ«حماية الصحافيين الشباب المشردين من الحديدة هرباً من بطش وإرهاب الميليشيات الحوثية» حيث ينتابهم توجس رهيب أثناء تواصلهم المتكرر معه، داعياً إياهم إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر والبحث عن جهة أمنية أو نقابية بالمحافظات المحررة لتوفير الأمان لهم خوفاً من تكرار جريمة استهداف زميليهما محمود ورشا في العاصمة المؤقتة عدن.

وحمل القدسي ميليشيات الحوثي مسؤولية أي أذى أو مكروه قد يطاله أو أي من طلابه، وطالب الأجهزة الأمنية بالمحافظات المحررة باتخاذ إجراءات الحماية الأمنية اللازمة.

هذه الخطوة أتت بعد شكوى من إعلاميين فارين من مناطق سيطرة الميليشيات في محافظة الحديدة من استمرار ملاحقتهم حيث تقوم باستحداث حسابات مزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء أساتذتهم في الكليات والتواصل معهم بهدف الحصول على معلومات عن أماكن إقامتهم وعلاقاتهم بصورة تعيد إلى الأذهان ما حدث للصحافية رشا الحرازي وزوجها من ملاحقات وتتبع قبل حادثة اغتيالها.

وتشير إحصائيات الاتحاد الدولي للصحافيين إلى مقتل 45 صحافية وصحافياً في اليمن بين عامي 2011 وسبتمبر (أيلول) 2021، ولم يتم تقديم أي من الجناة إلى العدالة.

كما سجلت نقابة الصحافيين اليمنيين 63 انتهاكاً بحق الصحافيين والإعلاميين من يناير (كانون الثاني) إلى نهاية سبتمبر 2021، وأكثر من 1300 حالة انتهاك منذ 2015 تنوعت بين الاعتقال والتهديد والاعتداء والقتل والمنع من التغطية إضافة إلى اعتداءات على مقرات مؤسسات إعلامية أدت لتوقفها عن العمل.

شارك