إيران وحزب الله.. مشعل يكشف صراع الأجنحة داخل حماس

الأربعاء 29/ديسمبر/2021 - 02:57 م
طباعة علي رجب
 

كشفت تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج خارج مشعل، عن أزمة كبيرة داخل الحركة وصاع الأجنحة، في العلاقة مع إيران وحزب الله اللبناني، في ظل تحول الحركة الى مجموعة "مصالح" لقادتها على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.

وأكد خالد مشعل على عدم استقبال حزب الله اللبناني وأمينه العام حسن نصرالله، له خلال زيارته إلى بيروت، واصفا موقف حزب الله وقيادته بلعدم استقباله بـ"" السلبيّ". معتبرا  أنّ دعم إيران لحماس لا يُلزمها بالموافقة على سياساتها في الإقليم. ووصف هذه السياسات بأنّها "تؤلم الأمّة"، وأنّ "العلاقة مع طهران ملفّ شائك"، مبدياً التفهّم لرفض الشارع العربي مواقف بعض مسؤولي حماس المبالِغة في الإشادة بالنظام الإيراني، داعياً إلى ضبطها.

الموقف السلبي الذي تحدث عنه مشعل خلال حديثه لـموقع "أساس"  ليس هو فقط بل اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج، انه مستهدف من قبل الإعلام المحسوب على حزب الله، متهما الحزب بمحاولة ؤكّداً أنّ "هذه الحملة ليست على حماس، التفريق بين حماس وخالد مشعل، وبعضهم يدّعي أنّ إسماعيل هنية كان ضدّ الزيارة، قائلا : "كنت مصرّاً على الزيارة، لأنّ الدولة اللبنانية لم تغلق الباب، فنحن ندخل البيوت من أبوابها لا من نوافذها، فالدولة رحّبت، ونحن دخلنا بطريقة رسمية وشرعية".

مشعل اعترف في حواره الصحفي  عن وجود أزمة مع ايران، هذه الازمة التي وصفها أنّ "العلاقة مع إيران أمر شائك بدون شكّ"، وهو ما يؤكد على أن مشعل أصبح شخصية غير مرغوب فبها من قبل إيران وحلفائها في المنطقة وعلى رأسهم حزب الله اللبناني.

واعترف القيادي بحماس بدعم ايران للحركة قائلا " أمّا عسكرياً فليس من دولة تدعمنا غير إيران، والدعم الذي يأتينا منها، مالياً وعسكرياً وفي مجال تصنيع السلاح والخبرة والتدريب، لا يمكننا الاستغناء عنه في هذا المجال".

ويرى مراقبون أن تصريحات مشعل تؤكد عمق الخلافات بين قادة حماس، وتحول الحركة لمصالحها الشخصية على حساب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

 

وأشار المراقبون إلى أن الأمور داخل حماس ذاهبة نحو الاصطفاف، في الأثناء التي يحاول خلالها مشعل الانسحاب من محور إيران وحزب الله وسوريا نحو المحور السني المتمثل في قطر وتركيا ، يدعم قادة حماس كهنية ومحمود الزهار ، و صالح العاروري نائب الحركة وهو أبرز المتحمسين لإيران، وموسى أبو مرزوق والذي خرج قبل ايام بتصريحات يشيد فيها بعلاقة الحركة مع طهران ودعم ايران لحماس.

لذلك يتمثل الخلاف بين جناحين يرى أحدهما بقيادة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية أن مستقبل حماس هو التحول إلى وكيل عسكري للنظام الشيعي في إيران، بينما يسعى الآخر بقيادة رئيس الحركة خالد مشعل نحو المحور السني المتمثل في قطر وتركيا .

صراع الأجنحة الأخير فضحته انتخابات حماس الداخلية ، فقد جاء إسماعيل هنية رئيساً للمكتب السياسي، وفوز أغلبية مؤيّدة للنهج الذي يسير عليه هنية، الأمر الذي جلى بشكلٍ واضحٍ المعسكرَين اللذين يقودان حماس من الداخل.

أيضا تم انتخاب خالد مشعل، لرئاسة المكتب السياسي للحركة في الخارج، الأمر الذي شكّل دلالاتٍ ومؤشراتٍ مهمةً لإعادة تصدير مشعل إلى الواجهة من جديد، والذي شغل منصب رئيس الحركة منذ عام 1996، وحتى عام 2017، وهذا مؤشر واضح على أنّ لحماس رئيسين مختلفين، وهذا في حدّ ذاته له دلالات ومؤشرات سياسية كبيرة، إذ إنّ توجّهات مشعل ليست توجّهات هنية نفسها، وهذا قد يخلق تباينات في المواقف والرؤى.

الصراع كشف عن معركة نفوذ بين قيادة الحركة فقد بدأ محمود الزهار صعوده بما يتيح له أن يصبح في مكانة "رجل حماس القوي" خاصة وأنه هو الذي يقوم وحده حالياً بمفاوضة المصريين حول ملف قطاع غزة، وأيضا النفوذ على حركة حماس في قطاع غزة ظل موضعاً للتجاذب بين أبناء قطاع غزة مثل محمود الزهار وبين زعماء حماس القادمين من خارج القطاع.

وإسماعيل هنية وسعيد صيام وصلاح البردويل ينتمون إلى منطقة الجورة الواقعة بالقرب من عسقلان وأهمية منطقة الجورة بالنسبة لحركة حماس تتمثل في أنها مسقط رأس الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة. أما محمود الزهار ومجموعته فيمثلون أبناء قطاع غزة داخل الحركة.

ولفت الى أن حضور محمود الزهار إلى القاهرة لمفاوضة المسؤولين المصريين حول مصير معبر رفح، اثارت غضب كبير لدى خالد مشع، وأشارت بعض التفسيرات إلى أن خالد مشعل كرئيس للمكتب السياسي لم يعد يقبل بأن يقوم الزهار بهذه المهمة حتى لا يظهر بمظهر وزير خارجية حركة حماس أمام العالم على النحو الذي يخلف انطباعاً عاماً بأن محمود الزهار هو الذي يمثل عملياً "مرجعية" حركة حماس الأساسية.

وانعكس الانقسام الداخلي على القرار السياسي للحركة في غزة، في ظل مساعي كل جناح لتأكيد على قوته وعلاقته الخارجية والداخلية، بما يهدد هذا الانقسام الشعب الفلسطيني الذي يعاني من تسلط الحركة منذ انقلاب 2007 وانفرادها بحكم قطاع غزة الذي يعاني من "تهور" وتغليب مصلحة قادة حماس على حساب مصالح الشعب الفلسطيني.

 

 

 

 

 

 

شارك